بقلم .. عبد اللطيف حموتن
يطل
علينا الفلكلور الشعبي برأسه دوماً بين الفينة والأخرى أثناء تندرنا أو
أثناء حديثنا فنقول من الأقاويل الكثير والكثير للتدليل على ما حدث بجملة
تعد بين قائليها حكمة أصيلة ومثلا يحتذى به ، أو يضرب به للتأكيد على
الموقف... ولكن بعض تلك الأقاويل وبعض تلك
الأمثال يظن البعض أنها ضرباً من ضروب الخيال وأن قائلها ذي مخيلة واسعة
ليخرج بمثل تلك الأقاويل ، وبما أنها سهلة ومستساغة صارت تتداول على ألسنة
البشر بمختلف لغاتهم وعقائدهم واقتناعاتهم مما يجعلنا بأعين فاحصة متمحصة
نعيد النظر مرة في تلك الأقاويل للوقوف على أرض صلبة ولنتبين ما هو
منشأ المقولة وهل هي حقيقة أم أنها ضرب من ضروب الواقع الذي ليس بواقع
ولعل أشهر تلك المقولات ( من يخشى الجن يظهر له ) وإن مبحثنا على هذا المثل ينشطر إلى قسمين
القسم الاول
هل يمكن حقاً أن يظهر ذلك الكيان الخفي للشخص الذي بالفعل قام بخشيته او التفكير العميق فيه
القسم الثاني
كيفية تجسد ذلك الكيان
ودعونا
نبدأ بأول شق وهو ذلك الكيان الذي يأتي من العدم العيني أو من وراء حجاب
عالمنا ، ولسنا بصدد البحث عن عالمه الذي يحيا فيه الآن لربما نناقش ذلك في
وقت لاحق ، ولكننا الآن بصدد التفكر في كيفية مجيئه لمجرد أن هناك من خاف
منه ، وكيف أن تلك المقولة ممكن أن تحدث بالفعل في هذا الحيز الكبير في
أذهان البشر على طول وعرض الأرض من أقصاها الى اقصاها ومن أدناها الى
أدناها ، إذا فدعونا نبحث كيف يمكن ذلك ، لذا لابد أن نبحر في هذا المبحث من البدايات الأولى لهذه الفكرة
لقد كانوا يقولون قديماً أن من يبحث عن شيء لابد أخيرا أن يجده ، ثم تطورت المقولة أن من يخشى شيئاً لا بد وأن يجده، ثم من لا يحب شيئاً سيظهر له رغماً عنه ، ثم تطورت أكثر وأكثر إلى من يخشى الجن لابد وأن يظهر له وهذا ما يهمنافي هذا المقال
إذ ان المقولات السابقة قد يتم تفسيرها على قانون الجذب وما إلى غير ذلك ، ولكن بالنسبة لتلك المقولة لا بد من تتبع التفكير فيها
قلنا فيما سبق أن كل الحضارات والشعوب والأمم بمختلف انتمائتها كانت تلك الفكرة تطل برأسها عليهم وكانت بين الشعوب بمسميات مختلفة، فمثلاً امريكا واوربا كانت عندهم "تجريب القدر" ،وباليابان وجنوب شرق آسيا "تخليق الفكرة" وبالشرق الأوسط "الفأل" أو ما يسمونه باللهجات الدارجة التفويل أو التطير ،وغيرها الكثير والكثير حول العالم بمختلف الألسنة واللغات والنظرات الدينية والفلسفية لهذا الموضوع .
ولكن لم ينتبه لها علمياً إلا طبيب فرنسي في القرن الثامن عشر، كان عالما وطبيبا شهيرا حدثت له حادثة مفجعة إذ فقد جميع اسرته المكونة من زوجته وبنتيه في حادث بشع أليم ظل على أثره وحيداً
نظرية التجسد
ظل
هذا العالم ليلاً يقرأ ويتدارس ، ولكنه دوماً كان يستوحش المكان ، فكلما
استوحش المكان أصابته الرجفة والخشية فيذهب للنوم ، ولكن في بعض الليالي
بين اليقظة والمنام رأى فيها بعض الكيانات والهالات التي تظهر وتختفي من
أمامه فقال لابد وأنها مجرد هلوسات ،
ولكن ظل الأمر يتطور معه ، كلما خاف أكثر ، كلما ترائت تلك الكيانات له
بشكل أوضح بل أنها صارت تظهر له وهو ليس في حالة اليقظة والنوم فحسب ، بل اليقظة الكاملة وظلت تحدث آثاراً مادية دليلاً على وجودها ، من بعثرة أو لملمة في محيط معيشته وأحياناً تبديل شيء من مكان إلى آخر ، ومن كثرة ظهورهم له وقت خوفه تعود عليهم ولم يعد يخشاهم ، وما عادوا يظهرون !
فخرج لنا بنظرية تدعى الوجود العقلي الجاذب أي أن تلك الكيانات بما لديها من طاقة تكون ذات طاقة مخالفة لطاقة الجذب مثل عمل المغناطيس فطاقة الخوف تجذبهم وطاقة الاطمئنان تطردهم...
فخرج لنا بنظرية تدعى الوجود العقلي الجاذب أي أن تلك الكيانات بما لديها من طاقة تكون ذات طاقة مخالفة لطاقة الجذب مثل عمل المغناطيس فطاقة الخوف تجذبهم وطاقة الاطمئنان تطردهم...
وتلك كانت بداية النظرية التي بعدها كتب "ويليام جيمس" بقوله الهيولي المحايد أو الوعي الوجودي ، أي أن الوعي يقوم بأداء بعض المهمات مثل الجسد ، وأن الخوف فعلاً جاذب لتلك الكيانات ، ولكن السؤال لماذا تظهر هذه الكيانات للخائف ؟
والجواب
لأنها طاقات متجسدة خفيفة في أصل نشأتها يتم التعامل معها كذبذبات متجسدة
وطاقات مؤثرة ، فعند الخوف ينطلق طاقة سالبة تكون أشبه بطاقة جاذبة لكل
كيان "مريض" منهم يريد أن يظهر في عالم المادة ، فأغلب من يتم استدعاؤهم
بطاقة الخوف هي كيانات مريضة ذات خلل موجي في تكوينها ، قد يكون مكتسباً
ويقد يكون من بداية مولدهم ، وهم هكذا ولكي تقوم بتعويض ذلك النقص الموجي
تقوم بالظهور لامتصاص الطاقة السالبة بغية التشافي والظهور بمظهر القوي في
عالم ليس عالمها ، مثل الفيروس الذي ليس له أي قيمة تذكر خارج العائل
فإذا ما وجد العائل أصبح للفيروس إسما وقيمة ولا يستطيع الفيروس التأثير
إلا على أصحاب المناعة الضعيفة في بعض أنواع الفيروسات وليس جميعها بالطبع.
كيفية التجسد
يتسائل الكثيرون ما الذي يعود على تلك الكيانات الماروائية مثل الجن ( في أغلب الموروثات الثقافية والجن أشهرهم(
من تلك الأفاعيل وبعثرة ولملمة وضحكات وأصوات وغيرها من أمور يظن البعض بها أنهم مخلوقات تافهة أتت لتشاغب ، والإجابة تأتي على شقين اثنين :
هم أحيانا يأتون للمشاغبة وعمليات أخرى إذا كانوا مأمورين بذلك بأدوات التسخير والتي تدخل في مضمار السحر ،أما الشق الآخر والذي لم تجب عنه سوى أبحاث العلماء في هذا الصدد وخرجوا لنا بنظرية تدعى ترسيخ طاقة التواجد ولنضرب مثلاً اذا ما أراد شخص ما أن ينبهك لوجوده ما ذا سيفعل؟ سوف ينادي عليك ، و يلوح لك ، ويحاول أن يحدث لك أي وسيلة لجذب انتباهك حتى ولو قذفك بحجر
كذلك تلك الكيانات تسعى لترسيخ وجودها المادي بأي طاقة مضادة من أصل حيوي ، وطاقات الأصل الحيوي كثيرة وأهمها لهم طاقة الخوف وإذا ما نظرنا إلى جسد الإنسان بكاميرا كيرليان سنجد تغير هالة الجسد إلى شيء أشبه بخيط رفيع حول الجسد في حالات الخوفو ، قد يتسائل البعض أين تذهب الطاقة الكهرومغناطيسية المحيطة حول الجسد وقت الخوف ؟
والإجابة
ببساطة أنها تظل موجودة ولكن بتأثير ضئيل جداً حيث تتشتت تلك
الطاقات في غشاء الزمكان ولا يستفيد منها إلا كل كيان ماورائي مريض ، نعم
مثلما أسلفت مريض فكل
كائن ماورائي إذا ما ضعف ود لو أن يحصل على مصدر طاقة يقيم له صلبه
الماورائي المريض وهذا ما يفسر بعض حالات التلبس بالجسد الانساني من قبل
الكائنات الماورائية المسماة الجن في موروثناالشعبي والديني ، لذا فمفاد تلك النظرية التي تدعى ترسيخ التواجد المادي
اولاً الحصول على مصدر طاقة يعيد لها حيويتها المفقودة
ثانياً الحفاظ
على الهيئة التحولية بالنسبة لما نسميه "الجن" ، أما كائنات "البعد
المكافئ" لا تحفظ هيئتها التحولية إلا طاقة القلائد والاكواد
اذاً فما هي الآلية التي يتجسد بها مخلوق الجن بالتتبع التاريخي والميثولوجي والديني ، حيث سنجد الآلاف من الأمثلة على هذا التجسد قد نذكر بعضها على سبيل التذكرة وليس الحصر .
أمثلة على تجسد الشياطين والكيانات الخفية والجن
حينما تجسد الشيطان في هيئة سراقة بن مالك وقت غزوة بدر وقال الله في القرآن وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لهم لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما ترائت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم أني ارى ما لا ترون
أمثلة على تجسد الشياطين والكيانات الخفية والجن
حينما تجسد الشيطان في هيئة سراقة بن مالك وقت غزوة بدر وقال الله في القرآن وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لهم لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما ترائت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم أني ارى ما لا ترون
وتجسد الشيطان للنبي نوح وقت ركوبه السفينه وكذلك تجسده في هيئة رجل نجدي بدار الندوة لحث "المشركين" على قتل النبي محمد ، وكذلك تجسده
في هيئة رجل مسكين رث الثياب لأبو هريرة الدوسي وعبدالله بن مسعود حيث كان
يأتي مخزن الغلال ليحثو الحبوب وقال له النبي محمد ألا انه صدقك وهو
كذوب .
وتجسد الجني "صخرى" على هيئة النبي سليمان وقت أن نسي خاتمه ، وتجسد الجن على هيئة قطة لوهب بن منبه التابعي وغيرها من آلاف التجسدات حول العالم قديماً وحديثاً في كافة الثقافات والأديان.
كيفية الظهور
في ما تناوله العلماء في القرن المنصرم بشيء من التحليل االعلمي حيث تناولوا تلك الفكرة بالبحث والتمحيص حتى خرجوا لنا بنظرية تدعى التواجد الاكتوبلازمي المتجسد هناك من حقر وسخر من تلك النظرية بل والأدهى قاموا بتكذيبها ونفي وجود مثل تلك المادةأصلاً إلى أن اثبتها علماء البيولوجيا وأول من تحدث عنها كان العالم والطبيب الفرنسي "تشارلز ريشيه" ليدخل تلك المادة (الاكتوبلازم ) عالم البحث
وقال عنها أنها مادة عضوية خلوية تتكون من ذرات البلازما الدموية ومن كلوريد الصوديوم ومن الفوسفات ومن الكالسيوم ثم قام الدكتور "نوتزنج" بتحليلها مرة اخرى عشر مرات فوجد
أنها تحتوي على تجمعات نووية (جمع نواة) واضحة جداً من كرات الدم البيضاء
وخلايا مخاطية واضحة وقالوا أن الكيانات الفائقة (الأرواح) أو الجن في معتقدنا لا تظهر إلا من خلال تجسيد تلك المواد والتي تدخل في تركيب وتخليق خلقة الجسد البشري.
فالتجسيد
أول ما اختبروه ، اختبروه على حالة وجود وسطاء روحانيين تتدفق منهم تلك
المادة ثم يتم تجسيد الكيان أو الكائن المطلوب ظهوره،
وفي الدراسات المتقدمة بعد ذلك وجدوا أن تلك الأرواح تستطيع ان تتجسد
بنفسها من خلال تلك المادة الأصيلة في التجسد والتي تدعى الاكتوبلازم ، ثم واجههم تساؤل كاد يعصف بإذهانهم
إن
كانت تلك المادة بما تحتويه من عناصر وماء ، فكيف لتلك الارواح أن تتجسد
وتقوم بتخليق الماء لتكوين تلك المادة (الاكتوبلازم) ومن ثم احتوائها
لبداية التجسد؟
كانت
الإجابة في غاية السهولة ، فبعد اكتشاف أن الهواء يحتوي على بخار الماء في
أصله وكذلك الاكسجين والنيتروجين وعناصر أخرى لم تطول بهم الحيرة والتخبط ، كما
أن هناك كائنات برية وبحرية تستطيع تكوين الماء من الهواء ( لأن سر
التصنيع من الهواء موجوده آليته وليس هذا موضوعنا ) أما العناصر الأرضية
اللازمة للتجسد من كلوريد صوديوم وفوسفات وكالسيوم فهي تتناثر في طبيعة
الأماكن التي نعيش بها ولا يخلو مكان من تلك العناصر حيث توجد على هيئة
ذرات ولقد قامت احدى الدراسات بتحليل ما يوجد بإسفل الاظفر لتجد ان
هناك اكثر من 45 مادة أرضية مما يدلل على وجود تلك العناصر على هيئة ذرات
هنا وهناك تستغلها الأرواح في التجسد ، وخلصوا من تلك التجربة أن الروح وهي الجن لكي تتجسد يحدث الآتي :
تأتي على هيئة طاقة عالية الذبذبة
ثم تقوم بإخفاض ذبذبتها
ثم تتشكل على الهيئة المراد الظهور بها
ثم تكسي نفسها بمادة الاكتوبلازم التي تقوم بتخليقها تخليقاً دون الحاجة إلى وساطة روحانية
وبعدها تتحرك على الهيئة التي تريد
فنصيحة مني .... لا تخشى العفريت حتى لا يتجسد لك
............................................
صفحتنا على الفيسبوك
https://www.facebook.com/majallat.alma3rifa?ref
0 commentaires:
إرسال تعليق