الكائنات الخفية وعالم الماورائيات

مرسلة بواسطة مجلة المعرفة يوم الجمعة، 11 يوليو 2014 0 commentaires
. إن معظم الكائنات المتجسّدة خلال جلسات تحضير الأرواح هي عبارة عن كيانات غير مادية تتنكّر داخل مجسمات أثيرية مؤلفة من محتوى فكري ينبع من الوسيط ذاته والذي يرغب في تحضير ومشاهدة هذه الكائنات غير المادية.."
مانلي بالمر هول

الكائنات الخفية وعالم الماورائيات
                                                               لقد عُرف التواصل مع الكائنات الغيبية منذ بدايات التاريخ. وكانت تختلف هذه الكائنات الماورائية حسب اختلاف ثقافة القبيلة أو الحضارة أو الشعب، وبالتالي اختلفت أوصاف هذه الكائنات وتسمياتها. فعرف مفهوم الجن، والشياطين، والعفاريت، والأرواح، والأشباح، والغول، والمارد، والحوريات، والملائكة... وغيرها. كل شعب كان يتميز عن غيره بكائناته الغيبية والتقاليد التي تحكم التعامل معها.
كان التواصل مع الآلهة (من خلال طقوس ومراسيم وشعائر مختلفة) مألوفاً بين جميع الكهنة القدماء. وقد وصل إلى مرحلة متقدمة بين كهنة مصر الفرعونية، واليونان، والصين، وكهنة التبت، واليابان والهنود والأشوريين، والسلتيين. أمَّا الأنبياء والقديسون والروحانيون الذين ظهروا في زمن الرسالات وقبله وبعده، فقد استلهموا إرشاداتهم المقدَّسة عن طريق هذا النوع من التواصل رغم اختلاف المظهر والأسلوب.
كان العالم القديم محكوماً تماماً بهذا المنطق الغريب، المختلف عن المنطق الذي نألفه الآن. منطق يعتمد على مفاهيم ما ورائية تربط عالمنا المادي الملموس بعالم آخر غير مرئي تسكنه كائنات غير مرئية ويبدو أن تأثيرها كان واضحاً على طريقة حياة القدماء وتفكيرهم وسلوكهم وتعاملهم مع بعضهم البعض. ما هو عالم الغيب هذا، أو عالم الأرواح الذي تحدث عنه القدماء؟.. وما هي حقيقة هذه الكائنات الغيبية التي تعاملوا معها واعتمدوا عليها في تسيير شؤونهم اليومية وحتى المصيرية؟

كيف يمكن أن تسود هذه الأفكار وتنتشر بين تلك الشعوب لولا استنادها على بعض من المصداقية؟ فهي الشعوب ذاتها التي بنت حضارات عظيمة لازالت آثارها تفتن القلوب وتجعل الباحثين يتخبطون في حيرة ودهشة ويقفون بخشوع أمام عظمة تلك الإنجازات الجبارة.
في الحقيقة، لا نستطيع بناء صورة واضحة وصريحة عن حقيقة الواقع الذي عايشته هذه الشعوب القديمة. لا نستطيع تحديد بدايات وأصول هذه المفاهيم بدقة ولا حتى تفاصيل هذه الممارسة التي احتلت حيِّزاً كبيراً من حياتهم اليومية. كل ما لدينا من معلومات حول هذه الأمور المثيرة للجدل جاءتنا من مصدرين رئيسيين ولا يمكن الاعتماد عليهما في بناء نموذج حقيقي أصيل خالٍ من الشوائب والتفسيرات الملتوية وأحيانا مزورة وملفقة:
المصدر الأوّل هو دراسات المؤرخين المنحازين تماماً لسلطات فكرية ـ دينية مختلفة معادية تماماً لتلك الشعوب المندثرة
. فلا نستطيع مثلاً الاعتماد على المؤرخين المتدينين الذين يعتبرون أرسطو وسقراط وهيراقليطوس... وغيرهم من مفكري العالم القديم بأنهم وثنيين ومتوحشين غير متنورين لأنهم عاشوا في عصر جاهلي قبل زمن الرسالات.
أما الباحثون العلمانيون الذين برزوا بعد عصر النهضة، خاصة علماء الانثروبولوجيا، وعلماء الاجتماع، وحتى علماء الآثار، فيكفي أن نعلم بأنهم كانوا (وبعضهم لا يزال) يشيرون في دراساتهم إلى الشعوب القديمة بالإضافة إلى الشعوب الوثنية المعاصرة المنتشرة في أرجاء مختلفة من العالم حالياً، بأنهم متوحشون SAVAGES أو بدائيين PRIMRTIVES، ولا تخلوا دراساتهم من عنصر الترفع والاستعلاء على تلك المجتمعات.
فنستنج حينها بأن هذه الشعوب لم يتم إنصافها إطلاقاً. وللأسف الشديد، جميع المراجع التي تناولت العهود القديمة هي مراجع من هذا النوع.
أما المصدر الثاني فهو المخطوطات التي تحتوي على تعاليم سحرية مقززة للنفوس، جاءتنا من أوساط مشبوهة كالمشعوذين الدجالين وطالبي الرزق الذين ينسبون علومهم إلى عصور غابرة مما يجعلنا نصدق هذا الكلام فنمقت القدماء وطريقة تفكيرهم معتمدين في حكمنا هذا على ما نراه من مظاهر مقيتة مصدرها هؤلاء المشعوذين. من أين جاء مفهوم عالم الغيب والتواصل مع الكائنات الغيبية؟
ليس لدينا أي دليل يشير إلى أصول أو مصدر هذه الفكرة التي كانت ولازالت تعتبر الأكثر إثارة للجدل. ولكي نتوصل لنتيجة مجدية، كل ما نستطيع فعله هو الاعتماد على الاستنتاجات التي نخرج بها من خلال قراءة ما بين سطور تلك الدراسات والمراجع المحرّفة التي تناولت هذا الموضوع بانحياز وعدم الإنصاف.

ساد في تلك الأزمنة أيضاً الاعتقاد بالروح المرشدة (أو الروح المرافقة)، وتختلف مفاهيمها باختلاف ثقافات القبائل والحضارات والشعوب. لكنها تلتقي جميعاً وتتمحور حول الاعتقاد بأن الطفل الصغير يولد معه روح مرشدة لكي تحميه وترشده في خوض معترك الحياة، ولولاها لما استطاع البلوغ إلى مرحلة الرشد (الرجولة). وهذه الروح المرشدة لا تظهر تلقائياً أو تتجلى بسهولة  أمام صاحبها حيث وجب على الشخص أن يتَّبع طريقة محددة (حسب اختلاف الثقافات) بحثاً عن روحه المرشدة والتواصل معها.

وقد اختلفت الطرق والأساليب بين القبائل والحضارات.

يمكن أن تكون عبارة عن الالتزام بخلوة مع ألذات في مكان معزول حيث يتم ُّالتواصل مع الروح بعد مضي فترة من الزمن على عملية الاختلاء، أو يمكن أن يتبع أفراد بعض القبائل طقوس الرقص البحراني (كقبائل الزوني)، يقام هذا النوع من الرقص في حفلات صوفية نشطة حيث يدخل الفرد المحتفل به في حالة بحران (شبه غيبوبة) خلال الرقص على إيقاعات محددة، فيتواصل مع روحه المرشدة. وهناك بعض القبائل يتناول أفرادها أعشاب مخدرة (مثل الماريجوانا) فيدخلون في حالة وعي بديلة ويتواصلون مع روحهم المرشدة. وساد بين الهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا الشماليَّة تقليد يسمى بالسعي للبحث عن رؤيا. فعندما يبلغ الطفل سن مبكرة من عمره، يرسله والديه إلى الطبيعة ليسرح وحيداً في البراري، ذلك من اجل البحث ومن ثم التواصل مع روحه المرشدة. هذه العملية كانت تعتبر ضرورية حتى ينال بعدها الطفل القدرة على التواصل مع عالم الغيب ومن ثم يصبح مستعداً للدخول في مرحلة البلوغ (الرجولة) دون مواجهة صعوبات.
فيسرح الطفل ويتجوّل وحيداً في العراء ثم يخيّم في مكان معزول تماماً، فيخوض مرحلة صوم قاسي يدوم أحياناً أياماً عديدة، يمتنع خلالها عن الطعام والشراب، ويبدأ بالصلوات والتأمّل، ويصيح طالباً الحصول على رؤيا أو إشارة تدلّ على تجاوب روحه المرشدة معه. وبعد مرور فترة على خلوته، يدخل الفتى في غيبوبة أو يأتيه حلم أثناء نومه العادي فتتجسد روحه المرشدة فيتواصل معها. فيستمد بعدها الفتى قوة فكرية وعقلية استثنائية (حدس قوي) بالإضافة إلى إحساس سليم بغاية معيّنة أو هدف رئيسي في الحياة. وهذا يجعله يدخل معترك الحياة بثقة وإقدام ومن ثم يخوضها بنجاح.
أما الشامانيون (أطباء القبائل)، فكان لهم أرواحاً مرشدة خاصة بهم. لكنها تتميّز عن أرواح الأشخاص العاديين. فلا يستطيع أحد أن يصبح شامانياً إلا إذا تواصل مع هذا النوع من الأرواح المميزة التي تتمتع بقدرات سحرية استثنائية. فهذه الأرواح تمدُّ الشاماني بقدرات سحرية هائلة، بالإضافة إلى قيامها بأخذ مكانه في جسده أثناء الغيبوبة (أي تختفي شخصية الشاماني وتظهر شخصية أخرى تماماً وتتواصل مع الحضور وتجيب على أسئلتهم المختلفة). ويمكن للشاماني أن يحضّر الروح المرشدة أمامه ويراها شخصياً ويتحدث معها ويستعين بها لإتمام مهماته المختلفة.
 وساد أيضاً بين القبائل مفهوم الأرواح المرشدة الجماعية. أي تلك التابعة للأصنام التيعبدوها TOTEM. فكانت تحمي كامل القبيلة من الشروروتجلب لها الخيرات. (تذكروا هذه الفكرة جيداً)
 أمامفهوم الاستحواذ possession، فكان راسخاً بقوة في طريقة تفكيرالقدماء. ويقصد به أن شخصية الفرد تختفي بطريقة غامضة لتأخذ مكانها شخصية أخرىغريبة، تختلف تماماً عن شخصيته الأصلية. وهذا الاستحواذ له مظاهر كثيرة. فعرف مايسمى باستحواذ الشيطان (لكن هذه الحالة اعتبروها فيما بعد بأنها الجنون العادي أوالهستريا أو الانهيار العصبي). وهناك الاستحواذ اللاإرادي، أي تتخذ شخصية الفردشخصية أخرى غريبة عنه بينما تتراجع شخصيته الأصلية وتختفي تماماً حيث يستطيع بعدهاأن يتكلم بلغات غريبة لم يتعلمها من قبل في حياته.       
                                                                                                                                                                                                                                                      


أما المظهر الأكثر إثارة الذي ساد بين أفراد بعض المجتمعات فهو الدعوة للأرواح (أو الجن أو الآلهة أو الملائكة أو الأموات أو غيرها من كائنات غيبية أخرى التي تختلف حسب اختلاف الثقافات) أن تدخل إلى أجسامهم بشكل إرادي، ومن ثم التواصل مع الأحياء لإرشادهم أو تزويدهم بمعلومات غيبية. وهذه المظاهر موجودة بين العديد من المذاهب الصوفية الإسلامية حيث يقيمون الصلوات والرقصات وغيرها من طقوس مختلفة من أجل استحضار الأرواح (أو الجن)، ويمكن أن تكون الروح التي ينادونها هي تابعة للسيد أو الشيخ الذي وجد هذا المذهب لكنه متوفى. وبعد أن يدخلون في حالة بحران أو غشية يقومون حينها بأعمال استثنائية وإنجازات خارقة كغرس السيوف في أجسادهم أو المشي على النار أو غيرها من معجزات.

هناك طوائف مسيحية عديدة تعتقد بظاهرة الاستحواذ من قبل روح القدس، ويمارسون طقوساً معيّنة من أجل استحضاره فيستحوذ عليهم ويعمل على شفاء الكثير من الممارسين من العلل والأمراض بالإضافة إلى إنجازات استثنائية أخرى. وطوائف مسيحية أخرى تقيم الصلوات من أجل التواصل مع روح القدس كي تمنحهم الإلهام والإرشاد والمساعدة، لكنهم لا يسلكون طريقة الاستحواذ.




أشهرالأرواح التي لازالت مجموعة بشرية كبيرة تناديها لمعالجتهم هي العائدة لشخصيةالطبيب الفنزويلي خوسيه هيرناندز JOSE HERNANDEZ ،والمثير في الأمر هو أن هؤلاءيشفون فعلاً، حتى من السرطان!. إن كل مواطن من سكان فنزويلا يعرفون روح هذا الرجلجيداً ومعجزاتها غير المحدودة.
وعرفتهذه الظاهرة عند الإغريق، فكان المتنبئون والعرافون يستحوذون من قبل الأرواح أوكائنات غريبة أخرى، يحصل هذا بعد أن يدخلوا في حالة بديلة من الوعي (غشية أو شبهغيبوبة) فيتنبؤن بالمستقبل ويزودون الحضور بمعلومات غيبية (اشهر مراكز التنبؤالإغريقية كان معبد دلفي DELPHI).

وقد لعب مفهوم الاستحواذ دوراً رئيسياً في الطقوس الدينية والعبادية عند سكان جزر الكاريبي، والأمريكيتين، والشرق الأوسط، والهند، وأفريقيا. أما الدرويديون (كهنة الديانة السلتية التي سادت في بريطانيا وأيرلندا) فمارسوا هذه الطريقة
خلال قيامهم بالحفلات السنوية من أجل استحضار الآلهة الأمGAIA لكي تستحوذ عليهم وتزودهم بالطاقة الإلهية المقدَّسة.
وهناك مخطوطات صينية قديمة تعود لأربعة آلاف عام تتكلم عن عرافين صينيين يتعاملون مع الأرواح يشار إليهم باسم wu، وكان الأباطرة يستشيرونهم في مسائل مصيرية كثيرة شخصية ورسمية تخص الدولة، فكان هؤلاء الوسطاء الروحيين ينقلون النصائح القادمة من الأرواح إلى الإمبراطور.
أمثلة كثيرة تشير إلى أن الاستحواذ كان يلعب دوراً رئيسياً في العالم القديم،
إن كان ذلك في الطقوس الدينية أو في الحياة اليومية للشعوب. ولم يكن التواصل مع عالم الغيب مقتصراً على شعب معيّن أو مذهب فكري أو روحي معيّن، أو محصوراً ضمن منطقة أو بلاد معيّنة. جميع سكان الأرض كانوا في إحدى فترات التاريخ القديم يتواصلون بطرق مختلفة مع عالم الغيب أو عالم الأرواح أو الملائكة أو الجن أو غيرها من كائنات أو كيانات خفيَّة. وكان يقتصر هذا التواصل على نوع معيّن من الأشخاص لديهم القدرة على التواصل بسهولة (أي وسطاء) كالشامانيين أو الكهنة أو العرافين... فكانوا يدخلون في حالات بديلة من الوعي (غيبوبة، شبه غيبوبة، بحران...) تختلف أساليبها وطقوسها حسب اختلاف الثقافات أو العادات أو المعتقد، فيتواصلون مع عالم الغيب أو الكائنات التي تمثله.

إن ظاهرة التواصل مع عالم الغيب ليست مهنة أو حرفة مبتكرة ظهرت في إحدى مراحل التاريخ. بل تعود إلى ما قبل التاريخ، منذ ظهور الإنسان على الأرض. وشكلت جزءاً أساسياً من تجربة الإنسان اليومية منذ انبعاثه إلى الوجود. وتعتبر عنصراً أساسياً في أصول وبدايات أعظم المذاهب الروحية التي برزت عبر التاريخ. فهذا المفهوم ليس محصوراً فقط في مجال ضيّق يمثل السحر والعرافة والتبصير وقراءة الطالع والتنجيم وغيرها من مظاهر مختلفة نألفها اليوم، والتي تعتبر من قبل الكثيرين ضرباً من الشعوذة والنفاق. هذا التواصل الروحي يشكل مظهراً مهماً من مظاهر الوعي الإنساني... تجربة أساسية من تجارب الإنسان وخبرته في الحياة. ومع ذلك، لازلنا نجهل حتى هذه اللحظة ما هي  حقيقة هذه الظاهرة وما الهدف من وجودها وآلية عملها الحقيقية.

في فترات تاريخية معيّنة، كانت ظاهرة التواصل مع عالم الغيب بجميع مظاهرها وأشكالها المختلفة، تعتبر مقبولة وتعدّ أساسية في الحياة اليومية للشعوب، بجميع مستوياتهم الاجتماعية والعلميَّة. وهناك فترات أخرى اعتبرت فيها هذه الظواهر غير طبيعية وغريبة عن المنطق البشري المألوف، واعتبر التعامل بها عملاً لا أخلاقياً أو ملحداً أو وثنياً. حتى أنها اعتبرت في إحدى الفترات جريمة يعاقب عليها القانون بشدة! فأعدم الكثير من ممارسيها حرقاً أو خنقاً، أو غرقاً، أو رجماً بالحجارة. وهناك فترات تعتبر فيها هذه الظاهرة مظهراً شاذاً أو مزعجاً من مظاهر الكائن البشري ! أو تصبح عبارة عن موضة أو صرعة يتحمّس لها الناس لفترة معيّنة ويتعاملون معها ثم يملَّون منها ويمضون إلى ملاحقة صرعات أخرى كما هو الحال اليوم
ولا ننسى ما أوردة المؤرخ جمال حماد فى كتابة الحكومة الخفية الذي سنضعه لاحقا في المدونه
نقلا عن تسجيلات صوتية ووثائق موثقة
ان مجموعة شعراوى جمعة وزير الداخلية ومحمد فوزى وزير الحربية فى عهد ناصر
كانوا يستعينون بوسيط روحى يستشيرونة فى ادق الامور
==========================================================================
 حـــموتــن عـبـد اللطــيــف
صفحة مجلة المعرفة على الفيسبوك =====  https://www.facebook.com/majallat.alma3rifa

0 commentaires:

إرسال تعليق