عبد اللطيف حموتن
الجزء 2 .. سحر المس
من (لسان العرب) نقرأ:
(الـمس: يقال: مسست الشيء أمسه مسا إذا لمسته بيدك ثم استعير للأخذ والضرب لأنهما باليد واستعير للجماع لأنه لمس وللجنون يقال: به مس من جنون..
ويقال:كأن الجن مسته..أي أن شيطانا من الجن قد تسـلط على عقل أو قلب أو جسد الإنسي..
ويقول بعض العوام: إنسان به ضرر أو معه تابعه أو معه قرينه أو فيه زار..يعنون أنه مصاب بمس من الجن بسبب أو آخر..)
والفرق بين المس والتلبس أن المس يكون خارجيا..أما التلبس أو اللبس فيكون الجن فيه داخل جسم الإنسان..
أنواع المـس الشيطاني:
وقد يتشكل الجني على صورة إنسان أو حيوان فيمس الإنسان أو يجلس الشيطان على كاهل الإنسان فيجد صعوبة في الحركة أو يسبب له ضيقا في الصدر ووسوسة وعصبية
1-المس الطائف:
يقول الله تعالى في سورة الأعراف:
{ إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ}
يقول ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان فقيل بمعنى واحد وقيل بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بإصابة الذنب
2-المس الخارجي:
يتسلط الشيطان على الإنسان من خارج جسده بصورة دائمة أو عارضة..وقد يتشكل الجني على صورة إنسان أو حيوان فيمس الإنسان أو يجلس الشيطان على كاهل الإنسان فيجد صعوبة في الحركة أو يسبب له ضيقا في الصدر ووسوسة وعصبية أو يأتي الإنسان عند النوم ويضغط على منطقة الحركة في المخ فيشعر الإنسان بحالة من الشلل ولا يستطيع أن يتكلم أو يصرخ أو يتحرك وهو ما يسمى ب (الجاثوم) أو يتشكل الشيطان على صورة حيوان صغير يتحرك بين ثياب الإنسان وجسده وقد يتسبب في جرحه وضربه أو ينفخ في وجهه أو يفزعه ويخيفه فلا يستطيع النوم أو تتشكل الجنية على شكل امرأة جميلة فتطلب الجماع من الإنسان أو العكس
3-المس المتعدي :
يكون الشيطان مقترنا بشخص ما ولكن لسبب أو آخر نجده يتسلط على شخص في الغالب له علاقة بالشخص المقترن به وبهذا يتعدى شره إلى أكثر من شخص فيسمى المس المتعدي وليس بالضرورة أن يكون تعدي المس من نفس الجن المتلبس بالمريض ولكن ربما يكون بسبب أتباع ذلك الشيطان..وربما مس الجن الإنسان من الخارج وأثر عليه ولم يدخل فيه .
أنواع الاقتران (التلبس):
1-الاقتران العارض:
هو تلبس حقيقي عارض حيث يتلبس الجن الإنسان ساعات من النهار أو الليل ثم يخرج من جسده ثم يعود إليه مرة أخرى في اليوم التالي أو بعد أسبوع أو بعد شهر أو بعد سنة أو أنه يخرج ولا يعود
وهناك بعض المرضى يشعرون بخروجه من أجسادهم على شكل ريح قوية تخرج من الفم أو رعشة شديدة في أحد قدميه ..الخ خصوصا عندما يعلم الشيطان أنه سوف يقرأ على المريض فإنه يهرب من جسده .
2-الاقتران الدائم ( التلبس الحقيقي):
اقتران دائم حيث يسكن الجن في عضو من أعضاء الإنسان كالبطن أو الرأس أو الساق أو الرحم أو العمود الفقري أو يكون منتشرا في جميع جسمه من قمة رأسـه الى أخمص قدميه لا يفارقه أبدا
3-الاقتران الوهمي :
يحصل الصرع الوهمي نتيجة معاشرة أو مشاهدة الإنسان السليم للمصروعين في الغالب أو عندما يوهم المشعوذ المريض بأنه مصاب بمس من الجان عندها تحصل لهذا الإنسان فكرة ثم وسوسه ثم وهم..فيتوهم بأنه مصاب بالمس..وربما تستغل بعض الشياطين هذا الوهم فتتسلط على عقله حتى تجعله يظن أن الأمر حقيقة..وما يكاد أن يقرأ عليه الراقي حتى يسقط ويصرخ ويتخبط بالأقوال والأفعال ويتقمص تصرفات المصاب بالمس وقت القراءة ويسمى في علم النفس الحديث) الإيحاء الذاتي).
وفي الحقيقة هذه إحدى سلبيات القراءة الجماعية والتشخيص الخاطئ و الخوف من الجن
يقول ابن القيم:
(إن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان كان أخطر عليه من المرض الحقيقي لأن مس الجن يزول بفضل الله أمام الرقية بالقرآن..أما مريض الوهم فهو في دوامة لا تنتهي..فإذا تملك الوهم بإنسان بأن به مسـا من الجن أو أنه مسحور يتشوش فكره وتضطرب حياته وتختل وظائف الغدد وتظهر عليه بعض علامات المس أو السحر وربما يحدث له تشنجات أو إغماء)
4-الاقتران الكاذب (التمثيلي):
تجد بعض المرضى يصرع وقت القراءة ويقول أنا الجن الفلاني وأنا خادم سحر ولن أخرج حتى يحصل كذا وكذا..وفي الحقيقة الذي يتكلم الإنسان وليس الجن..
وهو يمثل على الراقي بأنه جن والغاية من هذا الصرع التمثيلي في الغالب من أجل أن يعامل هذا الإنسان معاملة خاصة ويلفت أنظار من حوله إليه أو حتى يستجاب لطلباته أو لتعرضه لمشاكل أو لصدمات عاطفية أو نفسية أو لينسب أفعاله القبيحة إلى تسلط الشياطين عليه...الخ
ومثل هذا الإنسان في خطر عظيم لأنه عرضة للتلبس الحقيقي الانتقامي حيث أن الجن يعتبرون هذا التمثيل استهزاء وسخريه بعالمهم .
يقول الجاحظ :
(بلغنا عن عقبة الأزدي أنه أتي بجارية قد جنت في الليلة التي أراد أهلها أن يدخلوهـا إلى زوجها فعزم عليها فإذا هي قد سقطت..فقال لأهلها أخلو بي بها فقال لها:
أصدقيني عن نفسك وعلي خلاصـك .
فقالت:
إنه قد كان لي صديق وأنا في بيت أهلي وأنهم أرادوا أن يدخلوا بي على زوجي ولست ببكر فخفت الفضيحـة.. فهل عنك من حيلة في أمري ؟ .
فقال:
نعـم
ثم خرج إلي أهلها فقال:
إن الجني قد أجابني إلى الخروج منها..فاختاروا من أي عضو تحبون أن أخرجه من أعضائها..واعلموا أن العضو الذي يخرج منه الجن لا بد وأن يهلك ويفسد..فإن خرج من عينها عميت..وإن خرج من أذنها صُمت..وإن خرج من فمها خرست..وإن خرج من يدها شلت..وإن خرج من رجلها عرجت..وإن خرج من فرجها ذهبت عذريتـها..
فقال أهلها:
ما نجد شيئاً أهون من ذهاب عذريتـها..فأخرج الشيطان من فرجها..
فأوهمهم أنه فعل..ودخلت المرأة على زوجها). .. تتمة
..........................
صفحتنا على الفيسبوك
https://www.facebook.com/majallat.alma3rifa
0 commentaires:
إرسال تعليق